هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
"المنتدى العلمي لمدينة" تــنــس "
مرحبا بك في المنتدى
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم {اَللَهُ لا إِلَهَ إلا هو اَلحي ُ القَيَوم لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوْمٌ لَّهُ مَا فيِِ السَمَاوَاتِ وَمَا في اَلأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَينَ أَيدِيهِمْ ِوَمَا خَلْفَهم وَلا َيُحِيطُونَ بشَيءٍ مِنْ علمِهِ إِلاَ بِمَا شَآء وَسعَ كُرْسِيُّهُ السَمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَلاَ يَؤُدُه حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَليُّ العَظِيمُ }

 

 منهج الإسلام في التواصل بين المسلمين و بين غيرهم من الامم الاخرى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Āв₫ŜśąŁΆm14

منهج الإسلام في التواصل بين المسلمين و بين غيرهم من الامم الاخرى Stars10
Āв₫ŜśąŁΆm14


منهج الإسلام في التواصل بين المسلمين و بين غيرهم من الامم الاخرى 613623

بطاقة الشخصية
Āв₫ŜśąŁΆm14:

منهج الإسلام في التواصل بين المسلمين و بين غيرهم من الامم الاخرى Empty
مُساهمةموضوع: منهج الإسلام في التواصل بين المسلمين و بين غيرهم من الامم الاخرى   منهج الإسلام في التواصل بين المسلمين و بين غيرهم من الامم الاخرى Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 29, 2009 1:46 am


بسم الله الرحمان الرحيم

منهج الإسلام في التواصل بين المسلمين و بين غيرهم من الامم الاخرى
مع كل مرحلة تاريخية جديدة يشهدها العالم تطرح على الحضارة العربية
الإسلامية قضية العلاقات الإنسانية، من منظور هذه الحضارة. من الأسئلة
المتداولة : هل تأسست هذه العلاقات على التصادم وعلى كره الآخر والتمييز
العنصري ضدّه، أو تأسست على احترام الآخر وحسن معاملته ومعاشرته، وقبوله
داخل المجتمع لعربي الإسلامي بخصوصياته وعقائده وعاداته؟
إن المستقرئ للتاريخ بعقل الموضوعي المنصف، يدرك أن حضارتنا سبّاقة في ربط
العلاقات البشرية على مبادئ إنسانية سمحة، وقد أثبتت هذه الحضارة منذ أربع
عشر قرنا أنه لا خيار لشعب في العزلة والانغلاق، وأن التبادل والتلاقح
الثقافي قدر الإنسانية، وأن الاختلاف النوعي للبشرية واقع وقانون الطبيعة
: اختلاف في الأجناس، والألوان واللغات والعادات والتقاليد والأديان، كل
هذا بعث ويبعث على البحث عن سبل ومناهج تيسر التعايش (La coexistence ) مع
الآخر دون أن تفرض عليه الاندماج داخل منظومتها الثقافية ودون أن ننصهر
نحن في ثقافته.
ونخصّ بالذكر في مقالنا هذا مسألة التعايش بين المسلمين وأصحاب الدّيانات
الأخرى، والتي تكشف حقا عن سماحة التعايش بين الطوائف الدّينية المعروفة
والمشهورة.
الإسلام والدّينات الوضعية :
نقرأ في سورة "الكافرون" "لكم دينكم ولي ديني" (الآية 6).
ومما تضمنته هذه السورة حرية التدين، والّذي ظلت الآيات القرآنية تقرره في
المكي منها والمدني وتكرّر أن المسلم مسؤول عن اختيار عقيدته ، والكافر
مسؤول عن اختياره أيضا . وإذا كانت سورة "الكافرون" مكّية وأكدت حرية
التدين منذ بواكر الدعوة الإسلامية ، فإن سورة البقرة مدنية دعّمت هذا
التوجّه بنص واضح جلي متمثل في هذه الاية :"لا إكراه في الدّين قد تبيّن
الرشد من الغي" (الآية 256) مما يفند مزاعم كل من يدعيأن محمدا (ص) أعطى
الحرية الدّينية لمشركي مكّة لأنه كان ضعيفا، وقليل العدّة والعتاد، فلو
كان ما يقولونه صحيحا لما تواصلت الحرية الدذينية في القرآن المدني وقد
قويت شوكة محمد وازداد أتباعه، إضافة إلى ما في هذا الزعم من اتهام
الرســــول محمـــد(ص) بالانتهازيـــة واغتنــام الظـــروف (opportunisme)
وقد أدرك محمد (ص) الإكراه على الإيمان لا ينفع لأنه يتعلّق بالوجدان
والمشاعر ولو كان ذلك حقا له لما خاطبه ربّه بمثل هذه الآيات :
-"ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض كلّهم جميعا، أفأنت تكره النّاس حتّى يكونوا مؤمنين" (يونس 99).
وحدّد مهمته في التبليغ .
- "فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولّوا فإنما عليك البلاغ واللّه بصير بالعباد".( آل عمران 20).
- "وما على الرّسول إلا البلاغ" (آل عمران 94).
وتردّد هذا المعنى في سور : الرعد : 40، إبراهيم : 52، النحل : 82+25، النور : 54، العنكبوت : 18، يس : 17، الشورى : 18.
وبعد أن يبلّغ اللرسول رسالته للمتلقين، لا سلطة له على من يرفضها بمنطوق هذه الايات :
-"فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا" (الشورى : 48)
- "فذكّر إنما أنت مذكّر لست عليهم بمسيطر" (الغاشية : 21 – 22)
- "نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار" (ق : 45)
هل نقبل بعد هذا الوضوح في الآيات القرآنية أن يكره النّاس على الإيمان !
إضافة إلى عدم الإكراه، عامل الرسول مشركي مكة معاملة الأخ الكريم يوم فتح
مكة وقد تمكن من رقابهم وكان قادرا على سحقهم جميعا، ولكن سماحته أنسته ما
فعلوه به وأصحابهمن تقتيل وتشريد وفكّ للأموال فقال لهم : "من دخل دار أبي
سفيان فهو آمن ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن، ومن أغلق بابا داره فهو
آمن".

ولما سأل قريش : ماذا تظنون إني فاعل بكم؟
قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم.
فقال : اذهبوا انتم الطلقاء.
ولما قال الرسول (ص)هذا الكلام كان أهل قريش ما يزالون على الكفر. وأكثر
من هذا أن علي بن ابي طالب لما تم لهم فتح مكة يوم الثامـن (8) للهجرة
افتك مفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة وقال لمحم (ص) : أجمع لنا بين الشقاية
والحجابة.
فأخذ الرسول المفتاح من علي ، وقال :
أين عثمان بن طلحة.
فلما جاء قال له :
"خذ مفتاحك اليوم يوم برّ ووفاء"، مع العلم أن عثمان هذا مازال مشركا لم
يعلن إسلامه، ومع هذا يعيد له الرسول مفتاح الكعبة رمز الإسلام، وقد قبل
الرّسول أيضا أن يتعامل مع مجوس اليمن، وغير هذه الأمثلة كثيرة، فإذا كان
موقف الإسلام من المشرك، فما هو موقفه من الدّيانات السماوية؟
الإسلام والدّيانات السماوية:
موقف الإسلام من الديانات السماوية وتبيّنه في نقطتين :
أ‌- الاعتراف بعقائد اليهود والنصارى :
وجاء مجملا في هذه الآية :" آمن الرّسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون
كل آمن باللّه وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله "
(البقرة285). ونجد هذا المعنى في الآية 136 من سورة البقرة، في سورة
النساء : 152، وآل عمران : 84، وكلّها تسوّي بين الرّسل. ودلالة هذه الآية
أنه لا يجوز لنا كمسلمين أن "نطعن في شريعة موسى وشريعة عيسى، وا أوتي
النبيّون، ولا نكذّبهم ، ولكننا مسلمون للّه بدين الإسلام". على حدّ عبارة
محمد الطاهر ابن عاشور في "التحرير والتنوير". وكلمة " لا نفرّق بين أحد
من رسله" : نعني أننا نؤمن بهم جميعا ونصدّق دعوتهم أما الإيمان بنبي واحد
فهو خطأ ناشئ عن ضلالة وتعصب يجعل البعض يعتقد أن تصديق رسول لا يتم إلا
بتكذيب الآخر، وهذه زلة في الأديان والمذاهب والنحل والأحزاب والأخلاق،
كانت شائعة في الأمم والتلاميذ فاقتلعها الإسلام، كما عبر عن ذلك ابن
عاشور في تفسيره.
ب – التأسيس للحوار بين الأديان :
وضع الإسلام ركائز للحوار بين أهل الدّيانات في هذين الآيتين :
"ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" (النحل: 125).
"ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن". (العنكبوت : 48).
والحوار الّذي أسّس له القرآن، هو المبني على الحكمة.
والحكمة هي المعرفة، وهي وضع الشيء في الموضع اللائق به، والحكيم هو
الوحيد المؤهّل للحوار في القضايا الدّينية وفي غيرها، لأنه القادر على
الحوار بالموعظة الحسنة، أما الجاهل، وخاصّة إذا دخل مجال العقائد فإنه لا
يقدر على التفكير والترهيب والعنف. وما أحوج الإنسانية اليوم إلى حكماء
تتحاور وتتبادل الآراء، لعلها تصل إلى إجماع مرن، يأخذ أصحابه في الاعتبار
حق الاختلاف، ويدركون أن الحقائق نسبية، وأن الناس مسؤولون كل عن اختياره
الدّيني، ويكون ذلك الاجماع المرن دون تشنّج أو لعن أو تكفير. فما ضرّ
المؤمن إن وجد في مجتمعه الكافر وهي سنة اللّه في خلقه، وما ضرّ الكافر ان
يرى المؤمن يصلّي ويتشبث بدينه، ما دامت الحقوق البشرية الخارجة عن دائرة
الكفر والإيمان مضمونة ومصانة لكل فرد في المجتمع. فإذا وصلنا إلى هذا
التعامل الحضاري انعدم الكره والعنف معا.
وفيما يخص أصحاب العقائد فإن الفرد منهم إذا تحقق له الاتصال بالذّات
واعتقد الفرد أن الإيمان هبة من اللّه لا يعرف النسبوية (Relativisme) ولا
يكون تلفيقيا (Syncretiste) فإنه يعترف بحرية التديّن، ويحترم عقيدة الآخر
(مسيحية، يهودية أو إسلامية) ، ويتبع هذا الشعور – حتما – انفراج في
العلاقات الإنسانية. بين البشرية وخاصة أتباع الديانات الثلاث المنحدرة من
غبراهيم والتي لا يمكن أبدا الاستهانة بثقل وزنهم الّذي يمثل نصف سكان
الكرة الأرضية. لهذا قال Hans King التيولوجي الألماني "No peace among
the nation without peace among the religion" وترجمتها :"لا سلم بين
الأمم بدون سلم بين ألديانولهذا أيضا أشار كراموال (Gramwell Gramfor) إلى
إنشاء إعلان عالمي عن "أخلاقية شاملة" (Ethies Global) وتزعمها Hans King
أيضا، وأبرز نقاط هذا افعلان :
- أن الكائنات البشرية من فصيلة واحدة، وتشترك في ملامح عدّة.
- صحيح أن الثقافات متعدّدة الجنسيات والأديان واللغات والفنون... ولكل النوع واحد وهو
- الإنسان، ولا بد من علاقات إنسانية، يتواصل فيها الحوار لصالح البشرية علّها تتجنّب الصدام.
رأينا أن حضارتنا العربية الإسلامية أسست للتعايش والتحاور يشاركها في ذلك عقلاء الحضارة الغربية.
هل اقتصر الأمر في حضارتنا على التنظير، أو أنه طبق على أرض الواقع؟

هذا ما ستكشف عنه الوثائق التاريخية ، ونبدأ :

عقد محمد (ص) معاهدة بينه وبين اليهود من جهة ، وبينه وبين الفئات الأخرى
من جهة ثانية. نقرأ في هذه الوثيقة سبعة وأربعين (47) بندا، منها تسعة عشر
(19) بندا تخص حسن معاملة اليهود، وتشريكهم في الحياة كمواطنين كاملي
الحقوق مع المسلمين. واخترت لكم أهم هذه البنود في رأيي :
- ان اليهود أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم.
- ان يثرب حرام جوفها لأهل هذه المدينة.
- ان بينهم وبين المسلمين النصح والنصيحة والبرّ دون الإثم.
- وان بينهم النصر على من داهم يثرب.
- وان الجار كالنفس غير مضار ولا اثم.
وخلت هذه المعاهدة حيز التطبيق بالفعل في تصرّفات المسلمين، فهذا يهودي
يشتكي علي بن أبي طالب إلى عمر، فيطلب علي من عمر ان يعامله معاملة النّد
للنّد من اليهودي، ويرفض أي تفضيل له وان كان بسيطا كان يناديه عمر بكنيته
وينادي اليهودي باسمه، لأن اغلكنية كانت دليل تقدير وتعظيم، والمساواة
أمام القضاء حق كل مواطن بغض النظر عن عقيدته.
وهذا القاضي شريح ينتصر ليهودي أخذ درع علي بن ابي طالب، لأن علي لا يمتلك
شاهدا على ما يقول، فيعجب اليهودي بعدالة هذه الحضارة التي تنتصر للمواطن
اليهودي على الأمير المسلم، ويعيد الدرع لعلي.
كما أباح الإسلام للمسلم أن يتزوّج اليهودية، حقّها في البقاء على
عقيدتها. والذّهاب إلى البيعة ، واحترام قرابة المصاهرة بين الزوجين. هل
يعامل اليهود المسلمين اليوم بمثل تلك المعاملة؟؟؟
هل يسوّي اليهود اليوم بين المواطن الفلسطيني والمواطن اليهودي؟؟؟

حسب الوثائق التاريخية شهدت العلاقات بين الفئتين الودّ والاحترام، فقد
كتب محمد (ص) عهد أمان للنصارى يضبط حدود العلاقات ومن بنود العهد.
- حماية المسيحيين والذب عنهم وعن كنائسهم، وبيوت عبادتهم، ومواضع الرهبان، ومواطن السياح حيثما كانوا.
- المحافظة على دينهم واحترام شعائرهم، ولا يصلهم مكروه حتّى يصل الرسول (ص) وأصحابه.
- لا يغير أسقف عن أسقفيته، ولا راهب عن رهبانيته، ولا سائح عن سياحته ولا
تهدم بيوت عبادتهم، ولا يدخل شيء من ابنيتهم لمساجد ولا لمنازل المسلمين.
- لا تقوم الضرائب عليهم إلا بما تطيب به أنفسهم.
- لا يجبر أحد من النصارى على الإسلام كرها، ولا يجادل إلا بالتي هي أحسن
ويخفض لهم جناح الذّل من الرّحمة، ويكفّ عنهم أذى المكروه حيث كانوا وأين
كانوا من البلاد.
- ان أجرم أحد من النصارى أو جنى جناية في بلاد المسلمين، فعلى المسلمين
نصره، والدّفاع عنه، والغرم عن جريرته، والدّخول في الصلح بينه وبين من
جنى عليه.
- لا يكره النصراني على تزويج ابنته للمسلم، وإلا يضار في ذلك.
- إذا تزوّج المسلم النصرانية فعليه ان يرضى بنصرانيتها، ويتبع هواها في الاقتداء برؤسائها، والأخذ بمعالم دينها ولا يمنعها ذلك...
- إن احتاج النصارى لترميم كنائسهم يرفدوا على ذلك، ويعاونوا من طرف
المسلمين، ولا يكون ذلك دينا عليهم بل تقوية لهم على مصلحة دينهم.

وطبق الرسول (ص) ذلك بالفعل فعامل وفود النصارى معاملة حسنة، واستضاف منهم
وفد نجران في المسجد الحرام وخدمهم بنفسه، ولما حان وقت قداسهم اتخذ لهم
مكانا في مسجده، يؤدون فيه صلاتهم،÷ ثم كتب لهم عهد أمان على أموالهم
وأنفسهم وملتهم غائبها وحاضرها...
وتواصل هذا النهج في العلاقات الإنسانية بين اتباع الدّيانات الثلاثة مع
من جاء من خلفاء بعد الرسول ومن حكام الدول الإسلامية. فهذا هارون الرشيد
يولي يوحنّا بن ماسويه المسيحي مراقبة جميع المدارس، وقد تولّى هذه
الرقابة في زمن الرشيد وفي زمن غيره تارة يهود وتارة مسيحيين، لكفاءتهم
العلمية فقط.
وهذتا المأمون يزحف بجيش من أطباء دولته اليهود، ومؤدّبي أولادها من
النسطوريين (المسيحيين)، فيفتح مملكة العلم والفلسفة ما أتى على حدوده
بأسرع مما اتى على حدود مملكة الروم.
وقد تولّى لكثير من اليهود والنصارى منصب الأمين على الترجمة عند الرّشيد
وعند المأمون أيضا مثل حنين بن إسحاق، ومتّى بن يونس المنطقي ويختيشوع
وولده جبريل.
ونخرج من بلاطات الملوك لندخل الساحة الثقافية ونضرب مثلا بعلمين يعدان من
وسطاء الفكر، وتلاقح المعارف في المجتمع الإسلامي وهما ابن رشد المسلم
وموسى بن ميمون اليهودي. ابدع الرّجلان، فأسسا لغة التواصل المعرفي بين
الطوائف الدينية الكبرى الثلاث، واشتركا في البحث عن كيفية التوفيق بين
الإيمان والعقل، والتقريب بين الأديان.
وهكذا كلما ازدهرت الحضارة ثقافيا وعلميا وفكريا، إلا واتسعت لقبول
المخالف، وهذا شأن الحضارة العربية الإسلامية فإنها إذا بلغت ذروة
التقدّم، وأصبحت السيادة الفكرية للغة العربية، لم تخص بها العرب المسلمين
وحدهم، بل تمتع بها اليهود والنصارى العلماء فكتبوا باللغة العربية،
وأغنوا دائرة معرفية فكرية تجاوزت الحدود الدغمائية أو العقائدية سواء
كانت يهودية ام مسيحية أم إسلامية، وما ابن رشد وابن ميمون إلا مثلين على
ما ذكرت.
هذا ما كان من بناء العلاقات الإنسانية على الاحترام المتبادل، وهو ما
تحتاجه الإنسانية اليوم، وازدادت حاجتها إليه بعد أحداث 11 سبتمبر 2001،
التي كشفت عن توجّهات فردانية خطيرة، وتحكم في مصير الشعوب تقوده قوة
السلاح لا قوة العقل، لهذا تصبو الإنسانية اليوم إلى مزيد تمتين العلاقات
البشرية بناء على ما يسمى في اللغة الفرنسية (La philosophie de
l'altérité) التي تضمن حقوق الإنسان في المجتمعات المدنية، وتنزع نحو
تحديث القضايا العالقة، وتسعى إلى الحدّ من الهمجية البشرية.
وما ننتهي إليه أن الحضارة الإسلامية في علاقاتها الإنسانية تعادي المقولة
التي يروج لها أعداء هذه الحضارة من الدّاخل ومن الخارج وهي مقولة
(L'Islam est totalitaire par essence) .




1- العلاقات الإسلامية بين اليهود والمسلمين في المدينة :
2- العلاقات الإنسانية بين المسلمين والنصارى :

فما ذكرناه من بعض البنود في المعاهدات ومن وقائع تاريخية حفظها التاريخ
يشهد أن هذه الحضارة هي حضارة السماحة والتآخي في كل عصر. ومتا يطلبه
أصحاب هذه الحضارة اليوم أن يعاملوا بالمثل، وأن تحترم خصوصياتهم
الحضارية، وان لا تهان شعوبهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
منهج الإسلام في التواصل بين المسلمين و بين غيرهم من الامم الاخرى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الزواج في الإسلام
» تعريف الإرهاب وتحريمه في الإسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: القسم الاسلامي العام-
انتقل الى: